Lycée Moulay Ismail Casablanca : votre partenaire pour la réussite

Le Lycée Moulay Ismail
 

إلى الذي كاد أن يكون رسولا

عبد الفتاح الزهيدي

السبت 08 فبراير 2014، 20:00

 أستاذي العزيز: أودعتك نفسي مادة خاما، فعجنتها كيف شئت وبما شئت...          صنعتني قائدا من قادة المستقبل مهندسا.. طبيبا.. مفكرا.. وزيرا... فاحذر أن تنظر إلى الأوقات فتضيق بك، وترى المقابل فيضيق بك، فتتركني ركاما عبئا ثقيلا على المجتمع.

أستاذي العزيز: مددت لك يدي.. عقلي.. قلبي.. تربة خصبة، فبذرت فيها ما شئت من بذور الحماسة والطموح والزعامة، لعل البذور تنمو زرعا تتغذى منه الأجيال القادمة.

لعل البذرة تنمو قلما يخطط ويبرمج لصلاح الوطن.

أستاذي العزيز: بين يديك عقلي ورقة بيضاء، سجلت فيها زبدة علمك... دونت فيها خلاصة تجاربك، كتبت.. وسجلت.. ودونت.. دون أن تنظر إلى الأجر الزهيد.

فتضعف نفسك... ويحبط أملك ورجاؤك.. فتضيع الورقة أدراج الرياح.

أستاذي العزيز: إنما أنا لبنة صغيرة بين يديك، وبجواري وخلفي وأمامي لبنات مثلي.  فبنيت فينا الفكر الجاد.. والعقل الراشد... والرأي السديد.

شيدت بنا صرحا لجيل ينفع الوطن... مخافة أن نبقى حجارة لا نفع لها.. هذا إن لم نكن حاجزا أو عثرة يتعثر بها المارة، فتتعثر بها مسيرة الحياة، فينهض الوطن عندها يبحث عن حلول وقائية ترقيعية لا جدوى لها.

أستاذي العزيز: قد أبدو لك بليدا، قليل الفهم. لكنك عاملتني بحب أبوي غير مشروط... حدثتني على انفراد... همست في أذني... ربت على كتفي، فقويت عزيمتي.

فكم من كلمة طيبة صنعت الرجال العظام. وكم من كلمة.. كانت معولا هدم أبنية وأجسادا وعقولا.

أستاذي العزيز: إن رأيتني مشاغبا.. مستهترا.. خاوي الوفاض.. فقد صدمت.

وإن قلت شيئا غير هذا، فأنت قد غششتني. فاملا فراغي.. عمر قلبي بحب العلم.. ابعث الأمل في نفسي... قيد حركيتي بعلمك لا بسلطتك...

أستاذي الحبيب: أنا لا أحملك اللوم ولا المسؤولية كلها.

ولكن لابد أن نذكر المثل القائل: "المعسكر الذي تسوده البطالة، يسوده الشغب".

أستاذي العزيز: تكاد أن تكون رسولا، فكن خير رسول لخير أمة، وإن رأيت فينا نكران الجميل وجحود النعمة، فعاملنا بما أنت أهل له، ولا تعاملنا بما نحن أهل له.

عاقبني برحمتك، وارحمني بعقابك، فلن أكون إلا شاكرا للجميل. قوم اعوجاجي برحمتك، وارحمني بتقويمك.

عندها فلا تنتظر أن أقف لك وقفة احترام لعظيم صنيعك، لأن جزاءك أكبر من قومتي الذليلة، بل ستقف لك الأمة جمعاء إن استطاعت أن توفيك تبجيلا.